: الأطلس التاريخي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

المصدر : الأطلس التاريخي
الكاتب : محمود عصام الميداني
مصورات و لمحات من تاريخ العرب و الإسلام

((التأريخ عند العرب في الجاهلية))

اعتمد العرب منذ القديم على السنة القمرية و فيها 12 شهراً تضبط من رؤيته مرة ثانية ، و لم يكن لهم بدءٌ ثابت لهذا التأريخ فقد أرخوا أحداثهم في :

1 – بناء الكعبة المشرفة على يد إبراهيم الخليل و ابنه اسماعيل و يقدر أنها بُنيت حوالي 1855 ق . م

2 – انهيار سد مأرب في اليمن و كان حوالي العام 120 ق . م ، و يعتقد أنه انهار بسَيل العَرِم الذي ورد ذكره في القرآن الكريم .

3 – وفاة كعب بن لؤي الجد السابع للرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم و كانت وفاته سنة 60 م .

4 – رئاسة عمرو بن لُحيّ الذي يُروى عنه أنه من أدخل عبادة الأصنام إلى مكة المكرمة و كان ذلك حوالي العام 260 ميلادي تقريباً .

5 – عام الفيل ، عندما أراد أبرهة الحبشي هدم الكعبة المشرفة وصرف العرب عن الحج إليها فسير إليها الجيوش و الفيلة و كان ذلك عام 571 م و هي سنة ولادة الرسول الكريم .

6 – حرب الفُجَّار بين قبائل الحجاز و منها قريش استمرت في 4 سنوات بدأت عام 585 م و سميت بالفُجَّار لوقوعها في الأشهر الحرم ، و قد حضرها الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم و كان طفلاً ينبل لأعمامه .

7 – تجديد بناء الكعبة و كان تجديدها في عهد عبد المطلب ( شيبة بني هاشم ) جد الرسول الكريم و كان ذلك حوالي 605 م .

8 – و أرخت بعض القبائل بحرب داحس و الغبراء بين قبيلتي عبس و ذبيان دامت أربعين سنة .

9 – و أرخ العرب أيضاً بحلف الفضول و هو حلف بين قبائل قريش لنصرة المظلوم ، و قد جرى في الفترة بين 580 – 590 م . و كانت قريش تتظلم في الحرب ، فقام عبد الله بن جدعان و الزبير بن عبد المطلب فدعيا الناس إلى التحالف و التعاضد و الأخذ بيد المظلوم ، و تحالفوا في دار ابن جدعان ، لعقلية مكية قديمة قيل إنه حدث بعد حرب الفجار ( بعد عام 585 م ) .

(( التقاويم العربية ))

استخدم العرب في الجاهلية عدداً من التسميات للشهور و هي ترد بأشكال مختلفة في المراجع العربية ، و ذلك قبل أن يضع العرب المسلمون أسماء الشهور في التقويم الهجري . و قد أرخ الرسول الكريم سنوات الهجرة الأولى مسميات مأخوذة من أبرز الأحداث التي حدثت فيها و جميعها تجعل عدد الشهور 12 شهراً قمرياً و تختلف في ترتيبها منها سلسلة أشهر تنسب إلى قوم عاد جمعها شاعر بقوله :

بمؤتمرٍو ناجرة بدأنا

و بالخوَّان يتبعه الصوَّان

و بالزباء بائدةٌ تليه

يعود أصمُّ صُمَّ به الشّنانُ

و واغلةٌ و ناطلةٌ جميعاً

و عادلةٌ فهم غُرَرٌ حِسان

و رنَّةٌ بعدها بركٌ فتمت

شهور الحول يعقدها البَنانُ

أما ثمود فتنسب إليها سلسلة أخرى من تسميات الشهور رتبها الشاعر أبو سهيل عيسى بن يحي في أبيات من الشعر فقال :

شهور ثمودٍ موجب ثم موجرُ

و مورد تبلو ملزماً ثم مصدر

و هوبرٌ يأتي ثم يدخل هَوْبَل

و موهاء قد يقفوها ثم ديمر

و دابرٌ يمضي ثم يقبل حيقل

و مسبل حتى تم فيهن أشهر

و قوما عاد و ثمود من الشعوب البائدة التي اختفت آثارها و ورد ذكرها في آيات القرآن الكريم و أن الله تعالى أرسل هوداً إلى قوم عاد و صالحاً إلى ثمود و هي قصص القرآن التي ترد كعظات و عبر و يرد ذكرها في الشعر العربي كقول أبو العلاء المعري :

صاح هذي قبورنا تملأ الرحب

فأين القبور من عهد عاد

» محاضرات أولية في الفلسفة وتطورها التاريخي